استذكارا لمناقب الفقيد الراحل المستشار العم عبدالرحمن سالم العتيقي، وتثمينا لدوره بعد حياة مليئة بالعطاء والعمل.
لقد كان، رحمه الله، من رجالات الكويت المخلصين الذين ساهموا في نهضة الكويت قبل الاستقلال وبعده، وتقلد مواقع متنوعة وزارية وديبلوماسية واستشارية، فهو صاحب مسيرة عطرة حافلة بالإنجازات منذ أن كان أول ممثل للكويت بالأمم المتحدة قبل الاستقلال، ومنذ ذلك الوقت تولى خلالها مهمات صعبة استطاع أن يسخر قدراته الديبلوماسية والإدارية المشهودة لصالح الكويت في المحافل الدولية والعالمية.
فقد كان للفقيد اسهامات كثيرة، كان خلالها مثالا للعطاء والإخلاص، فقد تولى حقيبة وزارة المالية عام 1968 أيام المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، وترأس مجلس إدارة الصندوق الكويتي لمدة 12 عاما من عام 1968 إلى عام 1980، استطاع الصندوق في ذاك الوقت أن يقفز بخطوات متميزة وأن يتواصل مع أكثر من 50 دولة عربية وافريقية وآسيوية بواقع 184 قرضا قدم الصندوق خلاله مشاريع اقتصادية ساهمت في دعم المجهود التنموي العالمي.
وتأسست على يديه الكثير من المؤسسات الوطنية وبعض المنظمات الدولية مثل: الصندوق العربي للإنماء، صندوق النقد العربي، المؤسسة العربية لضمان الاستثمار، المصرف العربي للتنمية في افريقيا، وغيرهم.
رحم الله العم عبدالرحمن العتيقي الذي كان محل إعجاب وتقدير لكل من عرفه وعمل معه، إذ لم يأل جهدا في مساندة قضايا الدول النامية من خلال ما كان يتمتع به من رأي سديد، وكانت جميع مواقفه مبنية على أسس الحق والعدالة، فلقد ترك الفقيد رصيدا كبيرا من أعماله التي لا تنسى.
ندعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون)