إدمان المراهقين .. إن التغيرات النفسية والجسدية التي يتعرض لها المراهقين؛ تجعلهم الفئة السنية الأكثر عرضة للإصابة بـالإدمان، إدمان المراهقين أو الإدمان النفسي هو مرض نفسي ينتج عن العديد من الأمراض النفسية الأخرى والتي يجب مواجهتها وحلها سريعًا قبل تفاقم المشكلة، ومجتمع المدرسة والمعلمين لهم الدور الأكبر في مواجهة هذه الأزمة في حياة المراهقين.
أسباب إدمان المراهقين:
تتلخص أسباب إدمان المراهقين على الأنواع المختلفة من المخدرات فيما يلي:
- غالبًا ما يتم توفير المخدرات في مجتمع الأصحاب والتي تبدأ بعرض من أحدهم ويستمر الأمر سواء بالتدخين أو بعض الكحوليات.
- في حالة وجود أحد أفراد العائلة مدمن بالفعل من قبل.
- بعض الأمراض النفسية والعقلية التي تنعكس على اضطرابات السلوك.
- السلوكيات المضطربة والتي تنطوي على نوايا منحرفة.
- التعرض لحوادث أو صدمات كبيرة تؤثر على نفسية المراهقين.
- الرفض الاجتماعي بين الأصدقاء أو العائلة، وعدم تقدير الذات بينهم.
- الجهل بطرق الوقاية من المخدرات والتي تُمنح من المجتمع التعليمي والاجتماعي المحيط بالمراهق.

علامات تدل على إدمان المراهق:
- التغيرات المفاجئة في محيط الأصدقاء.
- التغيرات في النظام الغذائي.
- اضطرابات النوم والأرق المستمر.
- الضعف والهزال في البنية الجسمانية.
- عدم الشعور بالمسؤولية واللامبالاة بالأمور الهامة والمصيرية.
- البعد عن التجمعات العائلية.
- الاضطرابات الأخلاقية والسلوكيات المنحرفة.
- بعض الأدوية التي تتوفر مع المراهقين دون علم الأهل بماهيتها والجهل بها وخاصة في حالة عدم شكواهم من أي أمراض عضوية.

دور المعلم في التعامل مع الطالب المدمن:
يقدم دور المدرسة والمعلمين بها الدور الأساسي بعد العائلة في مواجهة إدمان المراهقين، ويرجع ذلك إلى إضطرابات هذه الفترة السلوكية والأخلاقية والجسمانية الناتجة عن خلل الهرمونات، وبالتالي تكثر المشكلات النفسية التي قد تصل إلى الإدمان، ويكون هنا ميزان التوازن وضبط الذات لدى الطلاب المدمنين من خلال تقديم طرق الوقاية من المخدرات، والتي تتبع الاستراتيجية التالية:
- تشجيع المعلم للطلاب على ممارسة الرياضات المحببة لهم، وتحقيق النجاحات وإثبات الذات لديهم، مما يساعد على بناء شخصية مستقلة ومقاومة لكل المغريات التي تُضر بهم وتحقيق طموحهم الرياضي.
- تنمية النشاطات الفنية التفاعلية للطلاب من تمثيل وغناء ورسم وإلقاء شعر، والمشاركة في المسابقات وتشجيعهم.
- التنشيط الذهني الغير مباشر للطلاب على طرق الوقاية من الإدمان من خلال رسائل قصيرة يتم توجيهها من خلال لوحات فنية على الحائط والإذاعة اليومية المدرسية ومجلات الحائط.
- التعاون بين المعلمين والزائر الصحي الموجود بالمدرسة أو الطبيب على متابعة الطلاب والتغيرات التي تطرأ عليهم للكشف المبكر عن حالات الإدمان.
- محاولة التقرب من المعلم إلى الطالب والتوجه إليه بطريقة غير مباشرة لمعرفة النشاط اليومي له وهل يؤثر عليه أو يعرضه لأي مغريات تسبب الإدمان.
- تنمية مهارات المعلمين لاكتساب خبرة التعامل ومواجهة مشكلة الإدمان لدى الطلبة، والقيام بإنشاء مجموعات تقوم على تقديم النصائح والمعلومات اللازمة عن التوعية لطرق علاج الإدمان، وكيفية التجنب لها والتغلب عليها.
- من خلال تنمية خبر المعلم في مواجهة مشكلة الإدمان فإنه يمكنه الجمع بين الطلبة الذين تعرضوا لمشكلة الإدمان وتقديم العلاج لهم من خلال البرامج المتبعة في مستشفيات علاج الإدمان وتقديم النصائح لهم وطرق الوقاية وتقديم الدعم الذاتي لهم، ومنحهم الخبرة من خلال من تم شفاؤهم من قبل من خلال نفس الطريقة في العلاج، وإعطائهم دفعة نفسية وسلوكية على المواجهة وتخطي تلك المرحلة.
- التواصل بين المعلم وأولياء الأمور يساعد على علاج الطلاب بشكل سريع، حيث إنه من خلال التواصل يتم التعرف على التغيرات السلوكية والنفسية والغذائية ومستوى التحصيل الدراسي والحالة الصحية، مما يتيح لكل منهم أن يحصل على كافة المعلومات التي يمكن من خلالها المشاركة ومواجهة الحالة سريعًا والتدخل في علاجها.
- المتابعة الجيدة لمحيط المدرسة من قبل المعلمين والحراسة ومعرفة المصادر الموجودة في الشوارع الجانبية والتي توفر المخدرات إلى الطلاب والتبليغ عنهم والتخلص من مصدر المشكلة المحيط بالطلاب.
- عدم تقديم النصائح في صورة تخيلية بشعة قد يرى الطالب أو المراهق إنها غير مطابقة للواقع الذي يعيشه، مما يفقد المراهق الثقة في المدرس وعدم مصارحته بالحقيقة والمشكلة التي يواجهها.
- كما أن للأخصائي الإجتماعي دور قوي في تقديم الدعم في طرق الوقاية من الإدمان، حيث يمكنه وضع البرامج الاستباقية التي تقوم على تقديم المخاطر المستقبلية وتقديم الحلول لها، وكيفية تقويم السلوك لدى الطلاب وطرق التفاعل الاجتماعي مع محيط الغرباء وتجنب خطرهم.
- تعليم الطلاب على وسائل ضبط النفس، والوعي العاطفي لهم لمواجهة الصدمات والمشكلات، والنجاح في التواصل الاجتماعي والتعاون سواء بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- تعليم الطلاب سياسة الرفض لكل ما هو غير متقبل دينيًا وأخلاقيًا وثقافيًا، والقدرة على توقع الخطر المستقبل الناتج عنه.
- تقوية الجوانب الأخلاقية والدينية التي ترفض كل ما هو مضر للطلاب والمعلمين والأسرة والتكاتف على توحيد الهدف بينهم، وإثبات الذات وتحديد دور كلاً منهم للمشاركة الفعالة في هذا الدور.
- تعليم الطلاب أن التعليم جزء من السلوك وتحقيق الذات لكي يستمروا في البحث وتثقيف الذات.
اقرأ أيضا وتعرف على تعرف على أشهر 5 أخطاء في التربية